إن قلة الماء والتزايد المستمر لحاجيات الفلاحة إلى الماء، بالإضافة إلى الإشكالية التي يطرحها استعماله مع قطاعات أخرى، كالصناعة واستهلاك الماء الشروب، يقودنا إلى التفكير باستمرار في اقتصاد الماء والطاقة. وهذا يمر بالضرورة عبر تدبير فعال للري وكذا عبر التحكم في استعمال واختيار نظم الري.
تحميل
تستهلك الفلاحة بالمغرب ما بين 80 و90% من الموارد المائية. إذ بينت المعطيات المـتوفرة بأن إنجازات نظم الري حاليا تظل ضعيفة إلى جد متوسطة. ويقدر ضياع الماء بالحقول بحوالي 30 إلى40%، وبالخصوص الضياع عن طريق الحلحلة. كما يظل توحيد طرق الري ضعيفا مما يؤثر سلبا على الإنتاج بحيث يصبح التحكم في استعمال ماء الري استعجاليا وضروريا .
يمثل الري بالسيلان حوالي80% من مساحة الدوائر الكبرى المسقية بالمغرب، وبالتالي تبقى نسبة ضياع الماء مهمة جدا. من الضروري إذن تقليص هذا الضياع عن طريق تدبير عقلاني لاستعمال الماء أو عن طريق استخدام تقنيات الري الملائمة، خصوصا وأن الطلب على ماء الري سيتزايد في السنوات المقبلة .
يمكن تصنيف نظم الري في نوعين كبيرين: الري بالسيلان والري بالضغط. يمكن التمييز على مستوى الممارسة بين الري بالسيلان والري بالتقطير والري بالرش (الرسم1).
الري بالسيلان
– الري بالمسكبة
يتمثل في جريان طبقة رقيقة من الماء على أرض مائلة بحوالي 0,2إلى 3%، بحيث يكون الصبيب رهينا بانحدار وعرض وطول المسكبة. تعتبر هذه الطريقة الأصعب، إذ يجب استعدال صبيب ري كل مسكبة مع جميع المتغيرات الأخرى. تعتبر صيغة Crevat من بين الصيغ العملية التي ترمي إلى تحديد طول المسكبة الذي يتوقف على رشح التربة، الشىء الذي يتوافق مع مدة السيح. وبعبارة أخرى يفتح السقاء السكر وينتظر وصول الماء إلى أسفل المسكبة وعندئذ يغلق سكر الوصول.
– الري بالحوض
إن الري بالحوض هو الأكثر استعمالا في الري بالسيلان، فاستخدامه على أرض مستوية (انحدار 0,1 إلى%1) وكذا بساطة العملية التي تتمثل في ملء الحوض، تجعل هذه التقنية كثيرة الاستعمال. يصل حجم الأحواض إلى حوالي 40 إلى50 م² في جهات متعددة بالمغرب، وتعرف هذه التقنية باسم « روبطا ». تسبب هذه التقنية ضياعا هاما في المساحة، وهذا راجع إلى العدد الكبير من الحواجز.
– الري بالثلم أو بالسري
يتناسب جيدا مع التربة التي تتراوح نسبة انحدارها ما بين 0,2 و3%. تتباعد الأثلام بمسافة تتراوح ما بين0,6 و 1,25 م، وذلك حسب نوع التربة والزراعات. يمكن سقي ثلم أو عدة أثلام في نفس الوقت حسب الصبيب الذي نتوفر عليه. يمكن أن تكون الأثلام متوازية أو عمودية للسري بحيث تسمح بجلب الماء. يتم الري بصفة عامة حسب صبيب وحيد أو حسب صبيبين مختلفين. يسمى الصبيب الأول والأهم صبيب الدفع والثاني الأقل أهمية صبيب الصيانة. يتلاءم الري بالثلم أكثر مع المكننة بالمثعب وبصفيف السكير وبالغشاء اللين أو بالري الانتقالي.
– الري بالمثعب
يتلاءم الري بالمثعب مع الري بالثلم. فالمتاعب المصنوعة من كلورير البوليفنيل ذات سمك يصل إلى1,5مم وبقطر يتراوح ما بين 20 و43 مم تكون خـفيفـة نسبيا عـندما يتراوح طـولها ما بيــن 1 و1,5 م. ويكفي حمل من10 سنتم للعمل في ظروف ملائمة. يتغير الصبيب من 0,25إلى2 لتر/الثانية لحمل يصل على التوالي إلى 5 و20 سنتم. علاوة على أنه يمكننا إنجاز ري بصبيبين، إما باستعمال أقطار مختلفة، وإما باستعمال سدادات مثقوبة عند طرف الأنابيب أو بمجرد تغيير عدد المثاعب. يتطلب إطفاق المثاعب في هذا النوع من الري تدريبا وخفة لضبط التحكم في الري. توجد كذلك مضخات يدوية صغيرة لإنجاز هذه المهمة إلا أن الإطفاق قد يكون بطيئا.
تكمن إيجابية هذا النوع من الري في تجنب بناء « ساقية » لجلب الماء، وبالتالي تجنب كل الأشغال المرتبطة بالتوزيع. كما يسمح هذا النوع بتقليص انجراف التربة في قمة الثلم. علاوة على أن الري بالمثعب يضمن توزيعا جيدا للماء، ويتميز بكونه لا يتطلب استثمارا كبيرا.
– الري بالصفيف السكيري
يتلاءم هذا النوع من العتاد مع الزراعات المسقية بالثلم، والتي لا تتطلب عمليات داخل الحقول. تكمن ميزته في إمكانية ضبط الصبيب بواسطة سكيرات متزحللة التي توفر فتحات من 25 و50 و75 و100 % .
أما بخصوص الأثلام، فنتجنب عملية الإطفاق التي تعتبرعملا بطيئا ومتعبا. تكمن الميزة الأخرى في كون الصبيب المحصل عليه مضبوط وموثوق به.
عندما نغيرالسكيرات بقصبات عمودية لتزويد الأتلام أوالمسكبات، فإننا نحصل على النظام الكالفورني. ويتكون من مقادة مدفونة نتبث عليها قصبات تسمح بضبط الصبيب وكذا بتوجيه الفوارة. يتراوح قطر المقادة المدفونة ما بين 160 و300 مم، وهي سميكة نسبيا (3 إلى 5 مم).
تتميز هذه التقنية بعدم عرقلة الأشغال الفلاحية وبالمقابل تتطلب دراسة الأبعاد. فعندما يتم ري الحقل بأكمله في نفس الوقت، ينبغي أن تكون جميع المخارج مفتوحة وإلا وجب أن تغلق جميع المخارج غير المستعملة بكيفية محكمة.
-
ري بغشاء ليّن
يوضع الغشاء اللين في السّريّ المهيأ مسبقا لتجنب انزياح الغشاء بمجرد أن يمتلىء بالماء. يمكن أن يتم الوضع بمساعدة آلية أو جرار صغير. يمكن حفر ثقوب على جانب واحد أو اثنين. كما يمكنها أن تكون معيارية أو حسب تفاسح الزراعات. وأن يجهز الغشاء بمقابض صغيرة لينة للتحويل تسمح بري وسط الأثلام، بدون مراعاة الموقع المحدد للثقوب.
يناسب هذا النوع من الري ذو حمل يتراوح ما بين 0,4 و1م, تربة الأراضي المستوية نسبيا. ويقدر صبيب التحويل بلترين في الثانية. توضع هذه الغشاءات بسهولة على الأرض وتتطلب استثمارا بسيطا، غير أنها هشة، وضبط الصبيب بها غير دقيق إلى حد ما.
لا يمكن استعمال الأغشية بأي حال من الأحوال لرفع الماء، وتبقى أطرافها مفتوحة تحت طائلة التدمير بفعل الضغط المرتفع. ويجب وضع الأطراف إذن على أجسام بعلو يناهز المتر الواحد.
-الري الانتقالي
يتلاءم الري الانتقالي السطحي أو الباطني مع الري بالثلم بشكل جيد. ويكون الحقل المزمع سقيه بواسطة هذا النوع من الري كبيرا نسبيا بمساحة تبلغ 6 هكتارات.
تقام مقادة جاسئة من كلورير البوليفلين بقطر250 مم وسمك 4,9 مم، حسب ميل منتظم يتراوح ما بين 0,25 و0,6%، وتخترقها فويهات متقنة الرصف وتشكل زاوية من 30 درجة بالنسبة للخط العمودي. يرتبط قطر الفويهات بالصبيب. لا يخضع مجموع هذا النظام للضغط، ولكن ينتج الحمل على مستوى كل فويهة عن تحرك مكبس موضوع داخل المقادة.
– الري بالتقطير
تتوصل النبتة بالماء بكمية ضعيفة في هذا النوع من الري بالتقطير، مما يتسبب في تبليل جزء من التربة، ويمكن من الحد من ضياع الماء بالتبخر والحلحلة. كما يسمح بالحد من نمو الأعشاب الضــــارة.
ويستخذم الري بالتقطير تجهيزات ثابتة وخفيفة، ويمكن من التخصيب كما يتطلب في أغلب الأحيان استخدام آلات التحكم وأسكار قياسية الأحجام و/أو ماهية وأسكار كهربائية.
تجهيزات نظام التقطير
تـتكون المـنشـأة من مورد ماء، ومـحطة للضـخ ووحـدة أمـامية وقـنوات رئيسـية وثانوية وحـاملة الصفيفات والصفيفات وأخيرا من موزعات.
الوحدة الأمامية
تتكون الوحدة الأمامية من العناصر الضرورية للتكييف ولسلامة التشغيل .
تركيب الوحدة الأمامية
الموزعات
يمكن تصنيف الموزعات حسب صبيب التشغيل. وهكذا نميز بين القطارات والموزعات والرشاش الدقيق. (الجدول3 )
تتميز القطارات بصبيب ضعيف (ما بين 1إلى 16 ل/ س) وتشتـغل بضغـط ضعيـف نسبيــا (حوالي بار واحد). ومن النـاحية العـملية تسـتعمل في أغـلب الأحيان قـطارات يصـل صبـيبها إلى 2 ل/ س بالنسبة للخضروات، و4 ل/ س بالنسبة للزراعات المعمرة (الأشجارالمثمرة والكرم).
يمكن أن تكون طريقة التـثبيت على الصـفيف إما منـحرفة أو خطـية أو مدمجة وذلك حســب نوع القطـارة. نلاحـظ في الوقـت الراهـن ميلا نحـو استـعمال الطريقة المدمـجة نـظرا لضـعــف تـكلفة الصنـع وكذا سـهولة تركيبـها في الحـقل، فبالفـعل يكـفي بسـط الصـفيف. في حــين يجــب تركيب القطارات الواحدة تلو الأخرى بالنسبة لباقي الطرق حسب التفاسح المنشود. يمـكن أن نـجد دارات قصيرة أو دارات طويلة في التثبيت المتفرع. تتميز الدارات الطـويـلة بتـغــطيـة مساحة كبـيرة كما يمكن أن توضع على شكل دائرة لتغطية مساحة أكبر.
يـمكن اسـتخدام صفـيف بقـطر ضـعيف في بعـض مـشاريع الري بالـتـقـطير بالنـسبـة للزراعـات المعمرة بشـكـل إرادي عـنـدما تكون النـبـتات صغـيرة، ليـضاف صـفـيف ثاني عـنــدما تصبـح الحاجة للماء مهمة.
يمكن التعبير عن الصبيبQ لموزعة ما اعتمادا على ضغطها بالصيغة التالية:
Q =KHx
حيث Q هو الصبيب باللتر في الساعة,K التابت من حيث الشكل والبعد,H وهي الضـغـط بالمتر وx هي المعامل الذي يميز نوع السيلان.
عندما نتوفرعلى مجـموعة قيم صـبيب القـطارات، مـع قيم الضغط المتتالية، يمـكـننا إذن بـمساعـدة المعادلة أعلاه احتساب قيم K وx. وبصفة عامة يقدم الصانـعون ممـيزات المـوزعـات على شـكـل جداول أو مبيانات، مما يسمح بوضع معادلتها، أو صبيبها بكل بساطة.
تقارب قيمة x بالنسبة للقطارات الذاتية الضـبط الصفر، وبالتالي لا يتغير صـبيبها بتـغير الضـغط, إذ تنحصر هذه التغيرات في منطقة الضغط. تتراوح قيمة x بالنسبة للقطارات غير ذاتية الضبط مابين 0,5 بالنسبة للنظام التّدوّمي و1 بالنسبة للنظام الانزلاقي.
من المفيد معرفة هذه المعادلة من أجل قياس صحيح لأبعاد نظام الري بالتقطير، وعلى الخصوص طول الصفيفات وصبيبها. كثيرا ما يحدد الصانعون في الوقت الراهن الطول الأقصى لصفيفاتهــم،اعتمادا على الأقطار وعلى القطارات المستعملة.
يمكن أن تكـون تغيرات صبيب موزعـة ناتجة أيضاعن تلاشي الفـويهة، بحيث تكون مقاطـع المـمـر ضعيـفة بصفـة عامة(يتراوح القطر ما بين1و2 مم). ويجــب أن تـصـنع مـقـاطع الـموزعات بـدقـة متناهية، بحيث تحدث التغيرات الصغيرة للقطر تغيرات كبيرة في الصبيب، تحت نفس الحمل.
الصفيفات
صنعت أغلبية المقادات البلاستيكية المستعملة في الري المتمركز من:
- كلورير البوليفينيل
- بوليتيلين(منخفض ومرتفع الكثافة )
- بوليبروبيلين
ويستعمل بوليتيلين بالنسبة للأقطار الصغيرة، بينما يستعمل كلورير البوليفينيل كثيرا بالنسبة للأقطار الكبيرة بسبب مقاومته للضغط. ويتم تصنيف المقادات حسب معامل موحد للبعد، الذي يجسد الضغط الأقصى للتشغيل وكذا نوع الضغط.
المضخات الممقدرة والمحقنة
يجب الأخذ بعين الاعتبار عند اختيار جهاز الحقن، التركيز المطلوب للأسمدة والدقة المتوخاة. أما المعايير الأخرى فتتمثل في الحركية والكلفة ونمط التشغيل. ونميز بين:
- المذوبات
- المضخات الممقدرة المائية(الخطية أو المنحرفة الوضع)
- المضخات الممقدرة الكهربائية.
المذوبات
تتكون من حوض كتيم نضع فيه السماد الصلب القابل للذوبان. يوضع الحوض في تفريع على المقادة الرئيسية للري، في مقدمة المصفاة الغربالية. لا يعرف المتدخلون دائما مدة ذوبان المخصبات، كما أن تمركز السماد يتغير كثيرا بين بداية ونهاية الري. يجب أن يكون الحوض فارغا عند نهاية كل ري. ويتراوح حجمه بين 50 و 300 لتر، مما يقلص المساحة المراد سقيها إلى نصف هكتار بالنسبة للخضروات وإلى هكتار واحد بالنسبة لغرس الأشجار.
تشتغل المضخات الممقدرة المائية بشكل منتظم عن طريق امتصاص ودفع كمية قارة ومحددة من المحلول المخصب في مقادة الري. يمكن أن يتحكم السكر قيـاسي الحـجم أو الكـهـربائي في عـمليــة الإطلاق والتوقف، بحيث يكون تشغيلها محكما.
تتكون المضخات الممقدرة الكهربائية من محرك كهربائي يدير مضخة بغشاء أو مكبس، وهي دقيقة وتسمح بالحصول على تشكيلة واسعة من صبيبات الحقن. يمكن تركيب عـدة مـضخات بشكـل متوازي وذلك من أجل حقن متآن لعدة محلولات. وتعتبر الطاقة الكهربائية ضرورية.
التصفية: يتطلب الري بالتقطير تصفية مناسبة للشوائب المترسبة في ماء الري وكذا تلك التي يمكن أن تتكون أثناء الاستعمال. لهذا توجد عدة أنواع من المصافي.
تملأ المصافي الرملية بطـباق من الحصى المعيّر لإيقاف الجزيئات الصـلبة والعـضوية. تـتوفر هذه المصافي عموما على تركيبة غسالة تسمح بتـنظيفها عندما يتراوح ضـياع الحـمل ما بين 5 و10 م.
تكفي المصفاة الرملية لصبيب يتراوح بين 10 و15 متر مكعب/الساعة. أما بالنسـبة للصبيب الأكبر فتسـتعمل مجـموعة من المـصافي. وضـمانا للفـعالـية تسـتـتبع المـصـفاة الرمـلـية بمـصـفاة غربالـية أوبـمصـفاة أسطوانة. يـوضع الفاصـل النابذ أوالـوعاء الحـلزوني المائي قبل المصفاة الرملية عـنـدما يكـون الماء مـحملا بالرمل.
ينصح في أغلب الأحيان بحجز الجسيمات التي تفوق حبيباتها 10/1 من أصغر قياس لمرور الماء داخل الموزعات، بحيث يعـمل إيقاف الجسيمات الصغـرى عـلى تسريع تطمـية المـصافي. تستعمـل التصـفية ذات 150مكرون (100 ميش) في أغـلب الأحـيان في الري المـركـز أو في الري بالرش. وفي هذه الحالة ينبغي التفكير في تآكل نبيبات الرشاشات.
الري بالرش
يوصى باعتماد الري بالرش في الحالات التالية:
- التربة غير العميقة التي لا يمكن تسويتها بطريقة تتـناسب مع الري السطحي مع الاحتـفاظ بعمق كاف.
- التربة الكثيرة الاختراق التي لا تسمح بتوزيع متجانس للماء في إطار ري بالسيح السطحي.
- الأراضي ذات الانحـدار غير المنـتظم والتـضاريس الـوعرة التي لا تسـمح بـوضع طبقـية انجذابية وذات سطح عار.
وعلى العـكـس من ذلك يـجــب إبعاد هذا الـنوع مـن الـري عـن المـناطـق التي تـتعـرض لهــبـوب الرياح (تؤثر التي تفوق 4 إل 5 م/الثانية سـلبا على تجانس السقي) وكذلك عـندما يكون الري بالماء المالح للنبتات التي تتأثر أوراقها بالملح.
تتكون منشأة الري تحت الضغط عموما من معدات توفر الضغط الضروري لتشغيلها ومن أجهـزة قياس الصبيب ومراقبته ومن مقادة رئيسية توصل الماء حتى المقادات الثانوية والثالثية. كمـا يمـكن استعمال عناصر أخرى كالمصفاة أومجموعة مصافي وكذا جهاز إضافة العناصر المخصبة.
يجب مراعاة العوامل الآتية من أجل إدارة مشروع لقياس نجاعة أي نظام للري تحت الضغط:
أ- مساحة ونوع السطح المراد ريه وطبوغرافيته ونوع تربته.
ب- موارد الماء المتوفرة أو محتملة ومميزاتها.
ج- الظروف المناخية في المنطقة وولوجية الحقل والزراعة المزمع ريها.
الرش التقليدي
تتميز السقاءات المستعملة في الفلاحة بالدوران البطىء. ينتج هذا الدوران عن حركة ذهاب وإياب لذراع عتلة ذات أطيرة واحدة تهتز بفـعل تأثـير قـذف مائي يندفع من نبيبة. يـتراوح قـطـر نـبيبـات السقاءات الصغيرة ما بين4 و7 مم. كما أن مدى قذفها ضعيف نسبيا، وضغط تشغيلها يتراوح مابيـن 2,5 و 3,5 بار وقطيرات الماء المحصل عليها صغيرة الحجم. يتراوح قطر نبيبات السقاءات المتوسطة ما بين 8 و14 مم، وتتـطلب ضـغطـا لتشغـيلها لا يـقل عـن 4 بار.
يتراوح قـطر نـبيـبات السـقاءات الكبرى ما بين 15 و25 مم وتشتغل بضـغط لا يقل عن 4,5 بار، ولها تساقطات زمنية مرتفعة تـؤدي إلى تـكـوين قـطـيرات ماء كبيرة. يجـب ألا يسـبب حجم قـطـيرات الماء أي ضرر بالـنسـبة للتربـة أو الزراعة. يصـاحـب ارتفـاع الضـغط عـادة تـقلص في حـجم قـطيرات الماء. تـحـدد زاويـة المـيـل المثالية بالنسبة للسطح الأفقي في 32 ° في الظروف الحـسنة. تتأثر الاضـطرابات التي تتسبب فـيهـا الرياح بالركيزة التي وضعت عليها السقاءة وكذا زاوية إسقاط قذف الماء.
تتراوح زوايا معظم السـقاءات المتوسطة ذات الاسـتعمال الفلاحي مابين 25 و26° بـينما تــتراوح زوايا السقاءات الكبرى بين 23 و24°.
نجد في الري بالرش المنشآت التالية:
- المنشآت المتحركة المحمولة التي تتكون من قنوات رئيسية وصفيفات تنقل يدويا. لذا يجب أن تكون المقادات المكونة للنظام خفيفة وسهلة الترابط وقابلة للتفكيك. فهي مصنوعة من الألمنيوم الخفيف أو من سبائك الألمنيوم على شكل قطع ذات وصلات سريعة يقدر طولها عادة ب 6 م. ويستحسن إقامة هذه المنشآت في المناطق التي يكون الاستثمارفيها ضعيفا ويد عاملة وافرة.
- المنشآت شبه المتحركة والمحمولة مزودة بقنوات رئيـسية تابثة ومـدفـونة بفسـحات منتظمة. تكـون عادة محطة الضخ قارة وفي مكان قريب من منبع الماء. تصنع الـقـنوات التابـثة عادة من فـولاذ أو من الأمينت-إسمنت وهي محمية من التآكل. توجد بديلات أخرى بتركيب الأنابيب المرنة .
- المـنشـآت القـارة (أو تغـطية تامة)، حـيث تـوجـد المـقادات الرئيـسـية والصـفيـفات مدفونة، ونصادفها أساسا في ضيعات البستنة .
- المنشآت المؤقتة وهي عبارة عن نظم متحركة أو شبه متحركة ذات خصوصية التوفر على قنوات كافية لتركيبها في وقت الزرع وتركها في مكانها حتى آخر عملية ري قبل الحصاد.
الرش الممكنن
أنظمة الصفيف المحوري والصفـيف الأمامي هي منـشآت تسـتعـمل أسـاسا في الضـيعات الكـبرى. وتـتوفر على آليـة جـلب مبرمـجة تمكن من نـقل العـناصر. يـتـكون نـظام الصـفيف المحـوري مــن مـقـادة بـسـقاءات مـحمولة من أحـد أطرافـها بـبرج ذي مـحور مركزي وسلـسلة دورات بعـجلات ومـحرك كهـربائي (أو ماهي). يـتراوح قـياس المـقادة التي يمـكنـها أن تـسـقي 75هـ ما بــين 100 و500 م. يمـكن هذا من سـقي مـساحة دائـرية تتـطـلب اسـتثمـارا مرتـفعا. يـتراوح الصبـيب ما بـين 250 و850م مكعب/الساعة بالنسبة لضغط يساوي 6 بار.
نظام الصفيف الأمامي الذي يختلف عن الصـفيف المـحـوري في كون جـميع أبراجه مـتحركة ويتم تنـقـيلها جانـبيا. يتم الـتـزويد بالماء إما عـن طـريق حـفرة في وسـط الحـقل أو في جـانبــه، وإما عـن طريق أنبوب مرن. يـتطـلب هذا النـظام استثـمارا مهـما يـعـادل أو يـفوق ما يتـطـلبه نـظام الصـفيف المحوري. كما يتطلب هاذان النظامان استهلاكا طاقيا مرتفعا.
إن ثمة أنـواعا أخرى من الصـفيـفات يمكن أن تـتلاءم مع سـقي المـزروعات ذات الارتفاع النسبي كالحبوب وهي الصفيفات أو الأجنحة الدوارة.
تتـمثل المـنشآت الأخرى المسـتعـملة في: الجـناح المسـحـوب أو المـقـطور، والدراع الدائر أو السـقاءة العملاقة، والمدفع الذاتي الحركة (آلة ري ذاتية الحركة بأنبوب مرن: اللفافات).
اللفافات
اللفافات هي آلة ري بأسطوانة وبأنبوب مرن. وتسمى حاليا لفافات بسبب مبدأ اشتغالها. بالفعل يوضع حامل الرشاشة على أحـد أطراف المرن بينما يتبث الطرف الآخر على الأسـطوانة التي تلف حـوله. وهكذا تتم عملية الري شيئا فشـيئا على شريط بـواسطة سـحب حامل الرشاشة. كـمــا يمـكن للفافة أن تشتغل كذلك بصفيف.
توجد اللفافة ذاتية الحركة في عدة أحجام؛ إذ يمـكن أن يتراوح طولها وقـطرها على التـوالي مــا بين 100 و600 م وما بين 50 و 140 مم. أما الصـبيـب فـيمكـن أن يـصـل إلى 50 م مكعب/السـاعــة ويفـوق مدى قذف الرشاش الذي يصل إلى 100م للشعاع.
تـتكون اللـفافة من العناصرالتالـية: الأسـطـوانـة والقـاعـدة وآلـية الـلف والرشاش وحـامـل الرشـاش والأنبوب المرن البوليتيليني ونظام ضبط سرعة التحرك ونـظام لـف منتـظم للأنـبوب المرن ونظام سلامة نهاية الشوط. ينبغي أن تتحمل الأسطوانة والقاعدة عبئا ثقيلا لعـدم تفريغ الأنـبوب المرن بيـن العمليات. يمكن للآلات الضخمة أن تحتوي على ثقل يفوق 5أطـنان. كما يجـب أن تتحـمل الأسطوانة بالإضافة إلى ذلك عزم عطـالة كبـير ليـتمكن من سـحب الأنـبوب الـمرن الممتلئ بالماء على امتداد الحقل .
أثـناء اسـتعـمال اللفافة تديـر آلـية السـحـب الأسـطـوانـة التي تـلف بـدورها الأنـبوب الـمرن بـبـطء وتسـحـب حامل الرشـاش على امـتـداد الحـقـل.تـسحـب الأسـطـوانـة بواسـطـة ســلســلة أو دوشـك أوأظافر تشتغل بواسطة عنفة أو منفاخ أو محرك ثانوي بالبنزين أو بالدييزيل. لقد تمّ التخلي عن نظام التحريك بالمكبس لكونه يتأكسد بماء الري.
تصنع العنفة خصيصا لتحمل تغيرات ثقل اللفافة، التي يتغير حملها حسب كمية الأنبوب المرن غـير الملـفوف والـموجـود عـلى الأرض. تـتوفـر العـنـفـة عـلى ممـيزات مـثـل اللف الهـــادئ والمنتظم. كما أنها تمكن من بلوغ سرعة فائقة تسمح للسقاء باستعمال مقادير ضـعـيفة. تـمكــن الميزة الأخرى للعنفة في إعادة استعمال قوة المحرك كليا في الري، بحيث لا يضيع جزء منها في مـكان تواجـد الآلة. وفي الأخـير، لا يـتأثر اشـتـغـال العـنفـة من جراء المـياه المـحـمـلة كما يتميز بتكنولوجية بسيطة .
تستعمل المنافيخ مبدئيا في الضيعات الصغيرة المجهزة بأنابيب مرنة بقطر يقل عن94 مم. إن اشتغال المنفاخ غير متواصل ويسبب نقصا في الصبيب النافع، في حين يلاحظ نقص في ضغط الدخول أثناء اشتغال العنفة .
يمكن المـحـرك الثانوي (بنزين أو دييزيل) اللفاف مـن الاشـتـغال دون ضـياع في الضـغـط أو الصبيب، وكذا الحصول على سرعة تحرك فائقة تقدر ب 200م/الساعة. يتناسب هذا النـوع من اللفافات المجهزة بالمحرك الثانوي مع المناطق المزودة بشبكة ري تحت الضغط، مما يمكن من الاستغناء عن فارط الضغط .
يمكن ان يكون حامل الرشاش إما عربة أو مزلاج، تصـنع مـن أجـل المحافـظة على النباتات.
تتوفر اللفافات الحديثة على عربة بعجلتين تضبط لتتكيف مع تباعد المزروعات. يمكن تثبيت هذه العربات عند الضرورة بثقل إضافي إو بملئ العجلات بالماء.
لايخـضع الأنبوب المـرن للتـقـوية ويـصنع بواسـطة البولييتلين ليـكـون في نـفس الوقت صـلبا ومرن. يتم الحصول على هذه الخاصيات عن طريق تغيير كثافة البولييتلين. يمكن تلحيم الأنبوب المرن بتسخين بسيط للطرفين المنكسرين.
كما أن اللفافة مجهزة بنظام ضبط سرعة تحرك حامل الشاش الذي يرتفع مبدئيا خلال عملية الري. وهكذا نجد نوعين من الضبط 1) ضبط ميكانيكي مـبني على الزيادة في قطر الأسطوانة (قضيب متصل باستمرار مع القطر الخارجي المكوّن من الأنبوب المرن الملفوف يؤثربالتالي على آلية التجريب) ، أو2) ضبط إلكتروني مبني على القياس المباشر للقيمة الحقيقية لسرعة التحرك.يتم القياس بواسطة عجلة صغيرة متصلة بالأنبوب المرن.
بعد وضع حامل الرشاش على حافّة الحقل المزمع ريه، يكفي تزويد اللفافة بالماء تحت الضغط وتشغيل آلية التحريك. يتقلص جهد الاحتكاك مع طول الأنبوب المرن المبسوط فوق الأرض مما يؤدي إلى زيادة سرعة التحرك أثناء الري. ينبغي لإن تتغير سرعة التحرك حسب ضغط الرشاش من أجل الحصول على توزيع منتظم للري. لا ينصح بتغيير سرعة التحرك بأزيد من %10.
الاستعمال والصيانة والسلامة في الضخ
تآلية الري
إن الأسكار الآلية معدات يتم فتحها و/أو غلقها آليا بجهاز مدمج أو مركب بالقرب من السكر أو فوقه. يمكن أن يكون جهاز تحكم السكر الهيدروليكي ميكانيكيا (سكر حجمي) أوكهـربائيا (سكـر كهربائي).
تكون الأسكار الهيدروليكية مجهزة بصفيحة يؤدى تغيير شكلها بفعل ضغط الماء إلى فتح السكرأو إغـلاقه. تـكون الأسكار المـعروفة بالمفتـوحـة هكـذا، عندما لا يمـارس أي ضـغط خارجي عـلـى الصفيحة. يحدث الإغلاق بفعل الضغط على الصفيحة. يمكن أن تقوم الأسكار بعدة وظائف كضبط الصبيب والمستوى ومنع الرجوع، ومـلئ الخزانات والتحكم في المضخة والتقليص من الضغط.
الأسكار الكهربائية عبارة عن أسكار صغيرة تتحكم في الضغط الخارجي الذي سيـمارس عـلى صفيحة السكر الهيدروليكي. يتم التحكم في فتح الدارة عن طريق تحريك نواة حديد لين بواسطة ملف لولبي مزود بتيار تثبيت يصل إلى 24 فولط أوعن طريق تلقي تحريضات كهربائية تمكنــه من الانتقال من وضعية مغلق إلى وضعية مفتوح أو العكس.
الأسكار الحجمية عبارة عن سكور مقرونة بعداد. تفتح الأسكار شبه الآلية يدويا، ويبرمج حجــم الماء الواجب إيصاله على السكر. يغلق السكر عندما يفرغ هذا الحجم من الماء. يمـكن ضـم هذا السكر إلى عدة أسكار هيدروليكية، كما يمكنها أن تجهز بتألية في منشأة الري. لا يستعمل هذا الحل إلا نادرا لأن كلفة الأسكار الحجمية مرتفعة. إلا أنه غالبا ما يتم ضم مبرمج لعدة أسكار كهربائية لتألية منشأة الري. لايمكن إنجاز تخطيط للري بمبرمج عادي مزود بساعة. بالفـعل يـرتكز تدبـير الري إما على التربة التي يجب معرفة حالتها المائية، وإما على النبتة التي يجب الاطلاع على حالتها. إن ثمة تقنيات أخرى تستعمل قياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء أو تقدير الرشح بالتبخر.
كيف تستعمل المضخات؟
قبل الإسقاء
- التأكد من توفر الدهون أو الشحوم في كل المحامل.
- إدارة جزع الجر يدويا للتأكد من دورانه بحرية وبدون تخلخل مفرط.
- فتح السكر كليا داخل أنابيب رفع الماء وتنظيف المصفاة.
- التأكد من إغلاق سـكر التصريف. وعلى العـكس من ذلك عـندما يتـعلق الأمــــر بالمضخات المحورية يكون من المستحيل أحيانا إنجاح الإسقاء، لأنه عندما يكون التشغيل بالسكر المغلق,تكون القوة اللازمة في أقصى جهدها.
احتياطات عند الانطلاق
- إزالة لوالب التجميع والتأكد من اتجاه دوران المحرك. تتم هذه العملية مرة واحدة عند أول انطلاق بعد الوضع أو بعد إصلاح في المحرك الكهربائي وخصوصا عندما يكون هناك تغيير في الأسلاك.
- إنجاز الإسقاء بكمية كافية من الماء. يجب ملء أنابيب رفع الماء و كذاجسم المضخة حتى فويهة الملء، في حالة وجود سدادة قدم. تستعمل مضخة فارغة لطرد الهواء مـن أنابيب رفع الماء ولملء جزء الإسقاء بالماء، في حالة عدم وجود سدادة قدم.
- تشغيل المضخة مع الإبقاء على سكر التصريف مغلقا. بعد الاطلاع عـلى مقاييـس ضغط رفع الماء وتصريفه، يشرع في فتح السكر تدريجيا. إذا كانت المضخة تدور لفترة طويلة نسبيا بسكر تصريف مغلق، فإن حرارة السائل الذي يتم ضخه ترتفع ويتراكم الهواء في جسم المضخة .
احتياطات خلال التشغيل
- فحص المحامل: التأكد من أن الدوران يتم بشكل منتظم وهادىء وكذا التأكد من أن الحرارة الخارجية للمحمل لا تتجاوز كثيرا الحرار ة المحيطة .
- فحص المكنتة: يجب أن يكون الماء الذي يغذي المكنتات صافيا وبدون شوائب. التأكد من عدم ارتفاع غير عادي للحرارة الذي يسببه شد مفرط أو غير منتظم للمكنتة. يتمثل الصبيب الأنسب الذي سيقلل من الاحتكاك ومن الإفراط في التسخين، في الصبيب الذي سيمكن كمية صغيرة من الماء من التساقط على شكل قطرات متواصلة من المكنتة.
- التأكد من وجود ضجيج واهتزازات: إذا تم امتصاص الهواء داخل المضخة، يمكن أن يحدث ضجيجا غير عادي كما يمكن أن تحدث اهتزازات في هذه الحالة .
- فحص الضغط والصبيب وقوة التيار الكهربائي: التأكد من أن تغيرات الضغط والصبيب وقـوة التـيار الكهربائي ليسـت مهمة. ويحـصل هذا عندما يمـتص الهواء أو عـندما تلتـقط العجلة جسما أجنبيا أو يطمى قفص سدادة القدم .
الاحتياطات بعد التوقف
- إغلاق سكر التفريغ وصنابير الضغط قبل توقيف محرك الجر. في حين تركب المضخات المحورية لتكوّن مثعبا. وهكذا نفتح سكر التصريف ونفرغ المضخة من مائها قبل توقيف المحرك.
- في حالة عدم وجود سدادة القدم، نفتح سكر التصريف في نفس وقت توقيف المضخة، ونوجه الماء الموجود في المضخة نحو خزان رفع الماء.
- في حالة انقطاع التيارأثناء اشتغال المضخة، نخفض أولا مبدل تشغيل إيقاف، ونغلق سكر التفريغ في نفس الوقت. عندما يتعلق الأمر بالمضخة المحورية فيجب فتح سكر التصريف قبل إغلاق سكر التفريغ.
- عندما يكون مقررا ترك المضخة في حالة توقف لمدة طويلة، نفتح صنوبر الصرف لتفريغ المضخة من مائها. بالإضافة إلى أنه يجب القيام بصيانات محتملة كتشحيم الأجزاء القابلة للصدأ (الأجزاع، المحامل، المكنتات).
صيانة المضخات المشغلة
- عندما يتم تركيب مضخة أوعدة مضخات، يجب وضع مذكرة لكل مضخة وتسجيل نتائج التفتيش والإصلاحات المنجزة.
- نقوم عموما بعمليات دورية لصيانة المضخات حسب البرنامج التالي:
أ* التأكد من تراصف الربط المباشر بين المضخات والمحرك، مرة في الشهر.
ب* تغيير زيت دهن المحامل مرة كل ثلاثة أشهر وتشحيمها مرة في السنة.
ج* القيام بفحص معمّق لأجزاء المضخة مرة في السنة (تفكيك وفحص دقيق).
- عندما تتآكل حلقة المصافي، يجب تعويضها لأن تسرب الماء يزداد، ومردود المضخة يتناقص.
- عندما يكون تآكل الدوران متقدما، ترتفع اهتزازات المضخة مما يدعو إلى تغييرها.
- عندما يزداد تسرب الماء من المكنتة، حتى بعد تغيير التغشية، يجب تعويض غمدة التآكل.
أدوات السلامة للتشغيل الآلي
عندما يرتفع عدد الآلات، يصبح من الصعب تحديد مكان وأسباب العطب بسرعة. ينصح لتقليص مدة التوقف بتأمين السلامة والتوفر على أدوات الوقاية. كما أنه من المـهم الاستعداد لـتسـجيل هذه المشاكل بشكل جماعي في نفس الجدول وتصنيفها حسب النوع.
غير أنه من الصعب تزويد كل آلة بوسائل الوقاية وتوقع كل الاختلالات المحتملة. تجهز الآلات عموما بوسائل الوقاية الضرورية لإنجاز مهمة معينة:
- زيادة وزن المحرك الرئيسي أو الثانوي.
- هبوط غير عادي في الشدة.
- انعدام سلك الاتصال بالأرض.
- تشغيل بالجاف.
- توقف عام (احتياط من فرط التسخين).
- هبوط غير عادي لضغط التفريغ.
- فرط في التسخين في محامل (المضخة أو المحرك).
- مستوى غير عادي للماء، في حالتي رفع الماء أو التفريغ.
- انقطاع زيت الدهن المزود للمحامل.
- انقطاع ماء دهن المكنتة.
- انطلاق غير منتظم (مزعج أو بطفرات).
عندما يبرز مشكل ما,يرتب كمشكل كبير أو كمشكل صغير,حسب أهميته في التشغيل. في الحالة الأولى تتوقف المضخة. في الحالة الثانية يرن ناقوس الخطرو/أو يعزل الجزء الذي يشكل مشكلا عن النظام. تجمع المعطيات كلها في جدول في مكتب المراقبة لتسهيل الملاحظات والمراقبة.
ضوابط وسلامة العمل المرتبطة بصيانة محطات الضخ:
يجب ألا يضر مكان العمل ومحيطه بصحة العاملين. يجب أن نؤمن بكيفية مستمرة ومنتظمة سلامة وصحة العاملين في مكان العمل كمحطات الضخ. يجب مراعاة بـعـض العناصـر المتـعلقـة بمحيط العمل عن قرب من أجل بلوغ هذا الهدف.
تنظيم العمل
غالبا ما تمّ إغفال تنظيم الشغل في عدد من الإنجازات خصوصا الصناعية منها لأسباب اقتصادية. كما أن تنـظيم الشـغل كان في بعـض الأحيان يـبدو كنوع من الرفاهية. بالفعل مـن غـير الطـبيعي أن يشعر الإنسان بألم في الظهر أو الكتفين أثناء العمل. يعاني كثير من الناس من هذه الآلام، بدون سبب واضـح ولـكن كـعادة سـيئة اكتسـبوها أثـناء العـمل. يشكل العـمل في أجواء غير منـظمة التي تتـسبب في الحـوادث، أحـد المظاهـر المـألوفـة. إن الارتياح في العـمل والراحة في مـقره ضروريين، ليـس فـقـط لضمان مردود جيد بل أيضا لمواجهة تنافسية السنوات المقبلة كذلك.
حوادث الشغل
يتمثل الهدف في تقليص عدد حوادث الشغل على مر السنوات. توضح الإحصائيات الحالية أن قطاع الفلاحة ليس أكثر تضررا من حيث الحوادث. غير أن هذه الوضعية قد تتغير بناء على تطور المكننة في العالم الفلاحي والقروي.
لذا من الضروري توخي الحذر فيما يخص استعمال الآلات بصفة عامة والآلات الدوارة بصفة خاصة. يمكننا جميعا ملاحظة أنه في الوقت الراهن ما تزال هناك أجزاء لوصل مضخة بالمحرك عارية ومحاويل تدور بدون غطاء واق. يجب ألا تعوق المصاريف الإضافية تطبيق قواعد الوقاية. كما يجب إشراك المهنيين للقيام بالإصلاحات الضرورية.
أبرز الإحصاء العام للفلاحة لسنة 1996 تطورا ملحوظا لمجموع المضخات الآلية مقارنة مع إحصاء عام 1974. وبالفعل انتقل عدد المضخات الآلية من 3900إلى 154000 وحدة، ويعني هذا أنه يجب تعميم القواعد البسيطة للاستعمال، وكذا قواعد السلامة بكيفية دقيقة.
يتسبب الكهرباء في وقوع أغلب الحوادث:
- حصلت حوادث كثيرة نتيجة لاتصال كهربائي سواء على مستوى محطة الضخ أو على مستوى الدائرة المسقية.
- يؤدي تفريغ مقادة مرفوعة إلى أعلى والتي تلامس عمودا كهربائيا إلى صدمات قوية.
- يشكل الرشاش الذي يرش خطا كهربائيا خطرا على جميع الأشخاص الذين هم على صلة بمجموع الشبكة.
- يجب أن توصل المحركات الكهربائية بجزلة جيدة وبأسلاك جيدة القياس. وقد وقعت حوادث بسبب لمس المحرك الكهربائي.
- لتفادي الصدمات الكهربائية الناتجة عن نظام الري، ينصح بتفتيش الأماكن وتقدير احتمال الحوادث من أجل تجنبها.
الضجيج الداخلي
تولد الآلات الدوارة حتما ضجيجا قويا نسبيا. ومن المؤسف أن التقنيين الذين يعملون في البنايات المغلقة لا يقدرون مسؤولية تصميم المباني ولا دور الآلات. ولهذا يمكن أن يتأثر المردود وكذا صحة العاملين بشكل كبير، عندما يتم تجاوز الحد المسموح به من الضجيج بالدسبيل. تميز الضوابط الحالية وبشكل كبير بين حدود الضجيج في المناطق الصناعية والمناطق القروية. ففي المناطق الصناعية، ترتفع الحدود نظرا لصعوبة تخفيض الضجيج. وبصفة عامة، فالحد الأقصى الذي لا ينبغي تجاوزه هو 80 دسبيل. ويجب ألا يفوق الحد الأعلى خارج المباني 45 دسبيل في النهار خلال الأسبوع و40 دسبيل من الثامنة إلى العاشرة ليلا و35 دسبيل من العاشرة ليلا إلى السادسة صباحا.
التداريب الاستعجالية
يجب على العاملين القيام بتداريب منتظمة على حالات مماثلة، لتحسين قدرة التدخل في الحالة الاستعجالية المحتملة. تتمثل أهداف هذه التداريب في توضيح كيفية المكافحة الفعالة ضد الحرائق، وكيفية تنفيذ عملية الإخلاء وتقديم الإسعافات الأولية، والخطوات الواجب اتباعها بما فيها معرفة أرقام الهواتف التي يجب الاتصال بها منذ الوهلة الأولى. ينصح بإجراء التداريب الاستعجالية مرة واحدة في السنة للتذكير بالمراحل الواجب اتباعها وتجريب عتاد مكافحة الحرائق.
محمد أزوكار
قسم المكننة الفلاحية
معهد الحسن الثاني الزراعة والبيطرة